تطهير البحيرة واستصلاحها

تطهير البحيرة واستصلاحها
الخبرة والمعرفة

تطهير البحيرة واستصلاحها

سخّرت الدّولة مجهودات، من خلال أشغال التّطهير والاستصلاح، حقّقت تسوية شبكة تطهير مدينة تونس ومكّنت من تحييد مسار فضلات المياه المستعملة ممّا حقّق استعادة النّظام الإيكولوجي لتوازنه. وإنّنا لنشهد اليوم حركة تعمير ضفاف البحيرة تندمج بصفة كليّة في الحركيّة العمرانيّة لتونس الكبرى.

الوضع البيئي للبحيرة قبل استصلاحها

تعود نشأة بحيرة تونس إلى القرن السّادس عشر، وقد تحوّلت بمرور الزّمن إلى مصبّ للفضلات المنزليّة والصّناعيّة للمدينة والتّجمّعات العمرانيّة المجاورة وتشكو من عديد الأزمات بفعل الحثل الاغتذائي. وأدّى تراكم الفضلات العضويّة وتوالد النباتات المائيّة الطفيليّة التي شهدتها البحيرة إلى ظهور العديد من التّطورات الخطيرة من بينها تكاثر الطحالب الخضراء التي تنشأ في الأتربة الغنيّة بالنيترات والتي تعد مؤشّرا على ارتفاع التّلوث، وخاصة منها الطحالب من صنف “أولفا” وافتقار المياه للأكسيجين وتكاثر البكتيريات اللاّهوائيّة وتفاقم الوفاة عند السمك وظهور “المياه الحمراء” والرّوائح الكريهة إلخ.
وقد شهدت البحيرة تدهورا متفاقما لعشرات السّنين وتحديدا بداية من مطلع القرن العشرين إلى غاية سنة 1981 تمثل في تراكم كبير للموادّ العضويّة على مستوى أعماقها وارتفاع نسبة تكدّر المياه وانقراض العديد من الأصناف الحيوانيّة والنباتيّة التي تنشأ في الأوساط البحريّة مع تكاثر الطّحالب الخضراء الدّالة على التّلوّث فوق كامل سطح البحيرة مما أدى الى عرقلة الملاحة بصفة تكاد تكون كليّة في بعض الأماكن بالبحيرة.

استصلاح البحيرة

استعملت شركة البحيرة للتّطوير والاستثمار منذ الدّراسات الأولى لتهيئة بحيرة تونس الشّماليّة نموذجا رياضيّا وذلك قصد توقّع سير الدّيناميكيّة المائيّة للبحيرة بعد التّهيئة. يلعب هذا النّموذج دور أداة تساعد على اتّخاذ القرار فيما يخصّ كلّ تهيئة يمكن برمجتها من قبل الشّركة. إذ يقوم باحتساب سرعة المياه ومقدار المياه المتبادلة ومدّة مكوثها في البحيرة وتغيّر مستوى الماء في كامل البحيرة عن طريق دورات المدّ والجزر ومن هنا فهو يمكّن من انتقاء أفضل مرتبة للضّفاف والأعماق الملائمة. ولقد تمّ تجديد هذا النّموذج للدّيناميكيّة المائيّة حتّى يندرج ضمن التّقنيات الجديدة لتقديم النّماذج ولقياس التّيّارات المائيّة ومستوى المياه من قبل شركة البحيرة للاستثمار.
سعت البحيرة للاستثمار منذ بداية المشروع لتوفير جودة الخدمات والشّراكة مع أعلى الخبرات، حتى يكون الجانب المنفذ على مستوى انتظاراتها. ودامت الدّراسات والأشغال مدّة فاقت الأربع سنوات (1983 – 1988) وسخّرت لها وسائل ماديّة وبشريّة ضخمة. وبذلك مكّنت عمليّة تطهير البحيرة واستصلاحها من توفير قاعدة عقاريّة بلغت مساحتها 1327 هكتار. وتعتبر التّجربة الرّائدة لشركة البحيرة للاستثمار مثالا يحتذى به في مجال الشّراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) من خلال النّجاح الذي حقّقته على مستوى التّقاسيم وتهيئتها وتجهيزاتها ومنشآتها من ناحية وفنّ الإدارة والإنجازات ذات القيمة المضافة وتميّز المشروع من ناحية أخرى.

وضع البحيرة الشّماليّة بعد عمليّة التّطهير والاستصلاح

بمجرد أن انتهت عمليّة التّطهير واستعادة النّظام البيئي للبحيرة لتوازنه، انهمكت البحيرة للاستثمار في تهيئة مساحات عقاريّة على طول ضفاف البحيرة وساهمت بذلك في المحافظة على “الحزام الأخضر” لمدينة تونس (الأراضي الفلاحيّة) وفي إزالة الأضرار القديمة المتأتّية من أزمات التّلوّث العضوي.

برنامج مراقبة وصيانة البحيرة الشّمالية لتونس العاصمة

بالتّوازي مع عمليّة استصلاح وتطوير ضفاف البحيرة، فانّ البحيرة للاستثمار وضعت منذ سنة 1989 برنامجًا لمراقبة مياه البحيرة وصيانتها المستمرّة من أجل الحفاظ على توازن النّظام البيئي فيها. فاعتمدت نظام تحكّم ومراقبة وتحليل دوري لجودة مياه البحيرة يتمّ تنفيذه بانتظام من قبل مخابر مختصّة وذلك قصد متابعة الوضع البيئي للبحيرة والجودة البيولوجيّة للمياه.
ومن أهمّ عناصر البرنامج المعني هو الحصاد الموسمي للطحالب في المناطق الأكثر تمركزا قصد تجنب اختلال التّوازن البيئي وتحليل الجودة البيولوجية في البحيرة ومراقبة حسن اشتغال المنشآت وصيانتها بصفة دوريّة.

مخطّط توجيهي المسطّح المائي لبحيرة تونس الشّماليّة

على إثر اتّفاقها مع الدّولة التّونسيّة، وضعت شركة البحيرة للاستثمار مخطّط توجيهي يحدّد امكانيّات تطوير أنشطة ثقافيّة وتنشيطيّة وترفيهيّة ورياضيّة بالبحيرة ويتضمّن خصائص المشاريع الممكن إنجازها.

للاتصال

البحيرة للاستثمار
نهج بحيرة رودريقو دي فريتاس، ضفاف البحيرة، 1053 تونس، المرسى
البريد الإلكتروني : contact@albuhairainvest.com
الهاتف : 800 861 71 (216)+